
السلاطين العبيد ((مماليك القرن الواحد والعشرين)) .. للشاعر هشام ذياب المصعدي (أمير الحروف)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيلــول يشكو إلـى تشـــرين نكستهُ
الفجــر أضحـــى كليــلٍ في منافيهِ
الجــرحُ ينزفُ فــي رمضاء خــافقهِ
فيعجــــز الصبـــر بالسلــوان يُنسيهِ
جثمانهُ لـــــــــم يزل يحيا مُكــابرةً
لــــــم يسترح لحظةً حتـى يواسيهِ
كباقي من مــات فـي أرضٍ جنازتهُ
لـــم يهتدي للثرى حتـــــــى يواريهِ
مهمــا ارتدى من ثياب العز مفخرةً
روائح الجـــــرح تأبــــى أن يُداريهِ
مهمـــــا يُعطر بالأوهــــام حــــالتهُ
نتانة القبح فاحت في مجــــــاريهِ
إن مــــات حقاً فلن تلقــى جنازتهُ
حتـــى الشياطين تأبـــى أن تُعزيهِ
ثقــافة الموت بعضاً من شمــــائلهِ
الســمُ كـأســـاً لكــل الناس يُسقيهِ
مــازال يُنكر مــــا قد كان من سفهٍ
سينتهي الحــال أخذاً من نواصيهِ
يظن مــــا كـــــان بعضاً من براءتهِ
يُفـــاخر الجهــــل زوراً في قوافيهِ
الحــــرف من زوره بالنظــم يمقتهُ
فيطلب الناس حُمقـــــاً أن تبــاريهِ
الحرف كالزهر بالإحساس نُخرجهُ
براعـــــمٌ أينعتْ , جــوداً معــــانيهِ
لن يعـــرف الشــوق إلا من يُكـابدهُ
لا يُحـرق الشـــوق إلا من يُعــــانيهِ
وصيـــة الصبـــر ليست حكمةً أبداً
من جـاء بالذل يمشي في خطاويهِ
لا يرعــــى للعهد ميثاقاً ولــو سفهاً
إحســاسهُ خــــــانهُ حقداً يُعــــاديهِ
فعوسج الشك في أرجــــائه زُرعت
لن يُنبت الشــوك ورداً فـي أراضيهِ
الدَيِّنُ لا ينمحي مهمــــــا يطول بهِ
زمـــــانهُ مُثقلٌ يومــــــــاً سيقضيهِ
من يُكـرِه الناس أن يصفحوا عجباً
غداً سيلقى جحيمـــاً من يُقــاضيهِ
من يزرع الشــر يحصد حقدهُ ثمراً
لن يعــــرف الخير تبراً فــي أياديهِ
مولاهُ طاغـوتهُ فــي النـــار مسكنهُ
قرينهُ منكرٌ مهمــــــــــــــــــا يُناديهِ
بالأمس قد كـان معشوقاً ومبتهجاً
وأقرب النــاس يوم الحشــر ناسيهِ
يا رب فرحـــم ضعيفاً ذَلـــــهُ رهطٌ
قد دمرت حربهم مــــــا كان يبنيهِ
لا يلقـــى من قــــوته شيئاً ليــأكلهُ
والنوم ليـــلاً غدا أيضـاً يُجـــــافيهِ
تربص الشــــر فــــي دنياهُ مُنتشياً
من غير ربــــي بهذا الهــول يُنجيهِ
يا رب صــلِ علــــى المختار سيدنا
ما عـانق الموج رملاً فــي شواطيهِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق