الخميس، 29 نوفمبر 2018

والعاقل يفهم ..... بقلم / الشاعر والكاتب أ / هشام المصعدي

والعاقل يفهم .....
.......................................

حينما تدهور سعر صرف الريال كان دور البنك المركزي اليمني مثل المشعوذ الذي أعلن للناس أن الجن خرجوا عن سيطرته .. ثم أكد لهم من خلال صمته بأنه لا يستطيع أن يعمل لهم أي شيء .. وبعد مرور بعض الوقت الذي تسبب بخلق بالذعر بين الناس قام بتدارك الأمر ببيع الحروز لهم كي لا يصابوا بمس الشياطين
ولكن ... ما هي الحقيقة ؟!
*** الحقيقة .. تقول .. أن الحكومة تدير البلد بنظام الشائعات وخصوصاً فيما يخص الجانب الإقتصادي لتغطي على جرائم إخفاقاتها في كل المجالات .. ولذلك عندما تدهور سعر صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية كان السبب هو تهاون الجهات الرسمية مع العاملين في سوق الصرف فتهافت الجميع على شراء العملات الصعبة مما أدى إلى ارتفاع الطلب على العملات الأجنبية وبشكل تسبب في إرتفاع أسعارها بشكل جنوني .. أما اليوم وبعد أن قامت السلطات النقدية بتضييق الخناق على من يعملون بصفة غير قانونية إن لم يكن مصادرة ما بحوزة البعض منهم مع إعلان البنك المركزي لسعر الصرف الرسمي .. تهافت الناس على بيع ما بحوزتهم من عملات أجنبية خوفاً من تدهور أسعارها بالتزامن مع إستلام اليمنيين العاملين في الجيش السعودي لرواتبهم وتحويلها إلى ذويهم في اليمن , فزاد المعروض النقدي من العملات الأجنبية بشكل مفاجئ وتسبب في تدهور أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني ..
*** والسؤال المهم .. من يقف وراء كل ذلك ؟
** ** إن من يقف وراء ذلك مجموعة من محلات الصرافة التابعة لبعض كبار المسؤولين بالتنسيق مع البنك المركزي , فهي تطلق الشائعات حول تدهور أسعار صرف الريال مقابل العملات الأجنبية وبدون تدخل البنك المركزي لتقوم هذه المحلات ببيع ما لديها من عملات أجنبية بسعر مرتفع .. ثم تقوم بإطلاق الشائعات حول تدهور سعر العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني وبدعم من البنك المركزي الذي يعلن سعر صرف رسمي لتقوم هذه المحلات بشراء العملات الأجنبية بسعر منخفض 
إذاً المستفيد الأول والأخير هي محلات الصرافة التابعة لبعض المسؤولين .. فالتدهور في سعر صرف العملة اليمنية مقابل العملات الأجنبية تدهور حقيقي بسبب توقف تصدير اليمن للسلع والخدمات وخصوصاً النفط والغاز .. أما تحسن سعر صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية تحسن وهمي ولن يستمر طويلاً ما لم تعود اليمن لتصدير النفط والغاز.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق