تطبيع دول الخليج وإيران مع إسرائيل بين ثوب العداء المعلن والعمق الإستراتيجي ..
**********************************
قد يكون الحديث عن التطبيع الخليجي الإسرائيلي بسبب المستجدات الأخيرة والتي كانت أخرها في سلطنة عمان .. وفي هذا الصدد نقف أمام التساؤل الذي يقول ... هل التطبيع الخليجي الإيراني مع إسرائيل خياراً حديثاً أم أنه عمقاً إستراتيجياً من حيث النشأة والمدى الطويل برغم ثوب العداء المعلن بالتظاهر في المسميات الدينية من خلال الدعم للتيارات والحركات المتأسلمة ؟
*** إن الإجابة تأتي من خلال ما يلي ...
1 - أولاً التطبيع الإقتصادي ...
إن التطبيع الاقتصادي كان ولا يزال هو أقوى أنواع التطبيع من خلال الشركات الإستثمارية متعددة الجنسيات وخصوصاً في مجال الإستثمارات النفطية والغازية ...الخ في صورة الشراكة بين الشركات الإسرائيلية وبين تلك الدول حتى أصبح العداء المعلن ليس له معنى في ظل هذا النوع من المصالح الإستراتيجية القوية بعمقها والممتدة مستقبلاً إلى ما هو أبعد من المدى الطويل.
2 ثانياً .. التطبيع المالي ...
نحن في عصر أصبحت فيه البنوك هي القلب الذي يتحكم بالدورة النقدية وفي نفس الوقت اصبح رأس المال بمثابة الدماء في تلك الدورة ومن هنا كانت الأسواق المالية بمثابة الرئتين والكليتين التي تعتمد عليها الدورات الاقتصادية في مد جميع الفعاليات الاقتصادية بأهم متطلبات استمراريتها وايضاً بمثابة المصفاة التي يتم فيها التخلص من كل ما هو سلبي من خلال عمليات غسيل الأموال في تلك الإسواق المالية.
3 - ثالثاً التطبيع السياسي ...
التطبيع السياسي ليس أمراً حديثاً بل هو قديم جداً منذُ أسلمت هذه الدول لكل من تحالف مع المعسكر الرأسمالي في الصراع ضد المعسكر الشيوعي .. حيث تم تفعيل المفاهيم الجهادية ضد المد الشيوعي من أجل تحييدها في موضوع الصراع مع اسرائيل ولذلك كانت الشعارات كلها تعادي اسرائيل والواقع في اتجاه أخر ليتحول من الصراع مع المد الشيوعي إلى الصراع المذهبي والطائفي وجعل الصراع مع اسرائيل خياراً ليس له وجود على أرض الواقع ليتوج اليوم بهذه المستجدات الشكلية كنوع من الأمر المفروض حديثا.
4 - رابعاً التطبيع العسكري ..
تعتبر الصراعات العسكريه التي تشهدها المنطقة العربية بمثابة التحالف الخليجي الإيراني مع اسرائيل بهدف القضاء على كل الجيوش العربية النظامية
بقلم أ.هشام المصعدي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق