الإنفصام السلوكي على المستوى الفردي والكلي .. في الصراع بين الحداثة والرجعية في عصر الجهل المركب.
*********************************
في عصر الجهل المركب يرفض الجميع مفهوم الحداثة كمناهج أو طرائق أو أساليب على المستوى الفردي والكلي عقائدياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً واجتماعياً ... الخ ولكنهم يقبلون به فقط كأدوات ووسائل .. ولذلك ينشأ ذلك الإنفصام السلوكي فردياً وكلياً بسبب استخدام الأدوات والوسائل الحديثة دون التغيير الفكري في المناهج والطرائق والأساليب وفي هذا الصدد يصبح الجهل المركب بوابة للعودة إلى الماضي ولكن بأدوات ووسائل حديثة وليس بوابة للعبور إلى المستقبل بمناهج وطرائق وأساليب حديثة بإستخدام أدوات ووسائل مماثلة .. ولهذا يصبح التغيير رفضاً للحاضر ليس من أجل تطويره وإنما رفضاً له فقط فيتم تدميره بسبب الصراع النخبوي على السلطة وبسبب التأييد الشعبي عاطفياً لذلك الصراع .. ومن ثم تحولت النخب إلى مجرد تجار للأزمات والحروب وتحولت الشعوب إلى مجرد حطباً لنار تلك الصراعات .. وهذا فقط في المجتمعات التي تعيش في عصر الجهل المركب .. بينما في المجتمعات التي أدركت الأبعاد الحقيقية لمفهوم الحداثة كانت النخب رواداً لصناعة التطوير وليس التغيير وكانت الشعوب طاقات جبارة في الدفع بعجلات التنمية بكل مستوياتها .. وبالتالي .. إستطاعت تلك المجتمعات أن تتحول من مجرد مجتمعات بدائية إلى مجتمعات حديثة ينعم فيها الناس بكل مقدرات الرفاه .. وبالمقابل إنهارت المجتمعات التي كانت تملك حضارات إنسانية عريقة بسبب الجهل المركب الذي جعل من حياة الناس صراعاً مدمراً تحت مسميات وشعارات كاذبة دينياً وسياسياً وأخلاقياً , بشكل يؤكد ذلك الزيف من خلال الممارسات والنتائج.
***** الخلاصة ...
كل المخلوقات قادرة على التكييف مع مكونات البيئة الخاصة التي تعيش فيها والظروف المحيطة بها في إطار البيئة الكلية .. إلا الإنسان .. الذي يعيش في عصر الجهل المركب.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق