
المتاهة .. للشاعر/هشام ذياب المصعدي ((أمير الحروف))
********************************
ســـأخلد للنـــــــــــــــوم علّي أرى
حيــــــاتـي بحلمــــي كحرٍ طليقْ
أرانـــي بصحــوي أســـــــــراً بهـــــا
لأنـــي بصحـــــوي شبيه الغريقْ
إذا جــــــــــــاء بالحلم مـا ساءني
هربت إلى الصحو حتـــــى أُفيقْ
فبالنـــــــــــــوم يخـــرج جاثومهُ
وكابوس صحــوي لـــــه لا أطيقْ
أعـــــاني بنومـــي وفـي صحوتي
كــــــأني أسيــــــــرُ بواديٍّ سحيقْ
فأحلم بالنـــــــــــــور وقت النهار
وبالليـــــــــل يبحث عني البريقْ
لأن المتــــــــــاهة دربــــــي الذي
أضلت طريقــــي بحصن الطريقْ
برغم اتســـــــــــــاع المدى أفقهُ
أراهُ زقــاقــــاً ببــــــــــاب المضيقْ
قنـاديل سلمــي التـــــــي أُطفأت
أضاعت دليلـــي بجهـــل الشقيقْ
فأشعلت ناري لكـــــــــــــي أهتدي
ولم أحذر الحـرب عند الحـريقْ
تبـــــــــدل عــــــزي بذلٍ مُهيـــــن
واسقطتُ مجدي الجميل الأنيقْ
وضعتُ علـــى خــاتمــــي قطعةً
كرستـــــالــــةً من هدايا الرفيـقْ
وقـرن الغــــزال علـــى خنجـــري
غدا لعبــــــةً من فنون الصديقْ
حجـــــــــاري الكريمة قد بدلت
قبلت المــــزور مثــــــــــل العقيقْ
قبلتُ السقـــــوط إلــــى حفــــرة
فكيف قبلت بمـــــــــــــا لا يليقْ
كـــــــأن بلادي غــدت صفحـــةً
لتُكتبَ فيهــــــــا خطايا العشيقْ
فتطلب مهـــــــراً لمسيــــــارهـــــا
لتدفــــع بالخلــع مهـــــر الطليقْ
أترضــــــــا بمن باع أبنــاءهـــــا
كمثل العبيد بســـــــوق الرقيقْ
تخدر مـــا قد ترى من جــــــراح
ببعـض الدواء وبعـض الدقيــــقْ
فتنسى الجراح التي في الصدور
وفي القلب جــــرحٌ كبيرٌ عميقْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق