
الطفل الدلوع .. الجزء الثالث من حروف الحاشية .. للشاعر/هشام المصعدي ((أمير الحروف))
--------------------------------
يا طفــلاً لا يخشــــى شيئاً
رغم الفقــر ورغم الجــوعْ
فلتسخـــــر منهم مبتسمـــاً
منتشياً بحــذاءٍ مقطـــــوعْ
فتراهم أشبــاه رجـــــــالٍ بالغفلهْ
دخلوا سهواً فـــــــــي شبه الجملهْ
أمــا أنت صغيـري قد جئت إليهم
لتكــون بفعــلك هذا مبتدأً
عمـــــلاقاً مفتخراً مـرفــوعْ
فيكنـــــــى سيــدهم طرطـوراً بالجــــــربوعْ
ويكنــــــى أيضـــــاً منفياً أفخمهم بالدنبوعْ
عمـلاءً لا تستثنـــــي منهم أحدا
لا تسمع لحقيرٍ فيهم أبدا
هل تدري لماذا يا طفلي الدلوعْ
لأنك وحدك من تحيــا في صلب الموضوعْ
أمـــا هم كلمـــــاتاً مسروقهْ
وضعت بكـروتٍ محـــــروقهْ
لم تُقبل حتى كحاشيةٍ في ذيل المشروعْ
أفهمت صغيـري ما قصدي
املأ عقلك من فكر الحريهْ
أشجـــــار الزيتون مـــا كانت يومــــاً شرقيهْ
أشجـــــار الزيتون مـــا كانت يومــــاً غربيهْ
أنوارها زاهيةً باهيةً زرعتها أيادي عربيهْ
طاهرة دومـــاً ونقيهْ
مثـــــــلك أنت أصيلهْ
فأصــولهــــــــا كانت يمنيهْ
سأكررهــــــا أيضـــــاً ثانيةً
هـــل تفهم قصـــدي يا طفلـــــي الدلــــوعْ
حين ستكبر يا ولدي
لا تقبـــل أن تحيا منصوباً
لا تقبـــل أن تحيا مضـافاً
لا تقبـــل أن تحيـــا أبداً مجـــروراً مخدوعْ
لا تقبـــل أن تخــــــرج من صلب الموضوعْ
لا تقبـــل أن تحيــــــــا ببقايا فكرٍ مطبوعْ
كــي تبقــــى عزيزاً عملاقاً مبتدأً مرفوعْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق