
الضدُ بالضد .. للشاعر هشام ذياب المصعدي ((أمير الحروف))
.......................................................
العين صبّتْ سيــــــول الدمــع فـــي ندمٍ
وأمطــرت فيضهــــــا من مزن أحداقـــــي
كتبتُ حـــــزنــــــي بأوراقٍ لأحـــــرقهــــا
والنار لــــــــــم تشتعــل إلا بأعمـــــــاقي
تلظتِ النـــار منهـــــــــــا وســــط أوردتـي
وأُطفأت فـي دمـي من قبــــل إحــــراقي
لملمتهـــــا فـــي كتابٍ كــــــي أفرُ بهـــــا
فبعثر الصبـــــــر مــــــــا لمّتهُ أوراقـــــي
الضــــــدُ بالضـــــدِ إن ينفيــــهِ يثبتـــهُ
لا ينفع المــــــوت طلســــامٌ ولا راقــــي
لو ضـــــــاع عمري تُرى من ذا سيرجعهُ
اليــــــــــــوم إن مر زيد النقص بالبـاقي
فتحتُ قلبـــــــــــي لمـــن أحببتُ يسكنهُ
فظن جـرحــي بهِ كالجـرح فـي ســـاقي
الكــافرون بحبي ليالــي الوهم تجمعهم
والصـــــابئون ومن بالأمس عُشـــــــــاقي
البحــــر إن ثار كالإعصـــــــــار ملحمـــةً
طـــوفانُ بحـــــري فهــــل من مدهِ واقــي
أوهـــامهم فــــي بحـــــار الغـــي مُغـــرقةً
بالجهـــــل والفقـر كــم رامـوا لإغـراقي
دع الليــــــــــــــــالي لتأتينا بمن رحلــوا
أحداثهــــــا من بلاد الخـــوف أشـــواقي
حين إتفقنا تناســـوا مــــــا حلمنـــا بهِ
بالوهـم قد مزقــوا عهـــدي وميثــاقي
أيحسب القــــــــــــــوم أن الرزق منحتهم
فحـــاصـــروا فـــي غباءٍ بعض أرزاقــــي
لــــــم يكتفوا من صنوفٍ رغم كثرتهــا
وكســـــرة الخبز تُرضـــــي كــل أذواقـي
لـــو أغلقـوا بابهم فـــــي وجــه أمنيتي
فتحتُ بالعقــــل للأفكـــــــــــار آفــاقـــي
أنهــــار حـرفــــي ستجـري غير حـافلةً
ومـا اشتكــى النظم للأشعــــار إرهــاقي
سيحتســـي المجد منـي كـأس طاقتهُ
سيكســــر القيــد إصــــراري لإطــلاقـي
لا أخشى كالشمس جنح الليل مكتئباً
فالفجــر يأتي بنـــوري قبـــل إشـــراقي
12/9/2003م
قصيدة اعتبرها خالدة لأنها تعكس الاحداث في مراياها بشكل مستمر