الخميس، 8 فبراير 2018

زوار الليل .. للشاعر/هشام المصعدي ((أمير الحروف))

زوار الليل .. للشاعر/هشام المصعدي ((أمير الحروف))
--------------------------------
أمــــام بابها الموصـود وقفتُ كأننـي
غريبٌ علـــى أرض البـــلاد ودورهـــــا
ضربتُ بكفــي فــوق بابهــــا راجيــــاً
لكــي يفتح الحـــراس منفذ ســــورها
فأخفيتُ حُــــزني عن أنين مواجعـي
لعـــــل بلادي قد تُرينــــي ســرورهـــا
فقلتُ لنفســـي حين داهمني الأسى
لمـاذا بهـــــا الأحيـــاء تشكو أمورهــا
لمحت بعينـي من حنى الدهر ظهرهُ
يريد امتطاء السيـل فوق جســـورهـا
فهـــرولت نحــو الشيخ أنظــر مــــا بهِ
فقــــــال أبعد المــوت جئتَ تزورهـــا
ظننتُ بأن الشيــــخ كـــــان مُخـــــرفاً
يخــاف مجـــاري السيل عند عبورها
وحيــن عبـرنا شـد كفـــــــهُ من يدي
لكـــي لا تراهُ النــــاس عند مرورهـــا
كـــأنه يخشــــــــى أن تراهُ عيــونهـــم
وكفــهُ فـــي كفــي ليغســـل عـــارهــا
كأنــي أرى الأحيــاء تحيـا بخــوفهــا
كجيشٍ من الجـرذان وسـط جحـورها
فمن يحكم الأحيــاء فــي كـل حـارةٍ
أشبـــــاح من مـــاتوا تحت قبــــورهـــا
فمـا عادوا كالأجداث صــرعى وإنما
جموعٌ من الأشباح وســـط قصورهــا
فهمتُ بأن الشيــــــــــخ ظن بأننـــــــي
كنـوع من الأشبـــاح حــــان ظهورهـا
لكـي تخنق الأنفـــاس في كل نابضٍ
كمــا يطبق الجـــاثو فوق صــدورهــا
فعدت إلـى الشيـــخ الكبيـــــر مُجدداً
لمـاذا كل هذا الصد منها وجــورهـــا
فقـــــــال لمــــــــاذا أنت تشبه بعضهم
أتيت بجنح الليـــل قبــل سحــورهــــا
أتخشى بأن تمشي صباحاً كما الذي
يخـــاف الشموس حين ترسـل نورهـا
فقلت لتــــــوي الآن يا عــم واصــــــلاً
أنا تاه بــي حظــي بوســط بحــورهـا
لقد أفنت الدنيــا عجـــافاً سنينهــــا
وزدتُ عليها اليــــوم بعض شهــورهــا
نثرتُ حـروفــي قبـــــل نظمهــا كلهـا
علــى شاطئ الأوراق ضعف سطورها
بنات أفكـاري فـي جميـــع خـواطـري
وتأبى بأن يبدي القبيـح سفــورهــــا
لأنهـــا مــــــا باعت هواهــــــا كأنهـــــا
بملهى ليـــالي العهر صبت خمورهــا
بنات الكــــرام كيف تفعــــــل فعلهم
وتأتي بعـــار الفعــــل عند حضورها
تُفضـــل مــوت الجـــوع دون مهــــانةٍ
وإن كان قبر العــز وســـط خدورهـــا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق