الأحد، 11 فبراير 2018

أشباحٌ في مرايا الليل ..... للشاعر/هشام المصعدي ((أمير الحروف))

أشباحٌ في مرايا الليل .. للشاعر/هشام المصعدي ((أمير الحروف))
--------------------------------
قف لحظةً واسمع معي متخيلاً
قف لحظةً وانظــر معي متأملاً
نصــاً صـريحـاً واضحــاً
يروي لنا مُر الحقــــائقْ
هم ينعمون بعيشهم وســـط الفنادقْ
أو في القصور على الأرائكِ والنمارقْ
صنعــاء تشكـــو حـــالهـــــــا كمليحةٍ
تم اغتصـــابها فــي حضــور رجــالها
فـــي ليــلةٍ ســوداءَ من شـــابٍ مُراهقْ
والفــاسدون مُغيبين عقولهم
بسهرةٍ حمــراء فــي قصـر المعــاشقْ
لا يدركــــون بمـــــــــا يدور جميعهمْ
وكأنهم أغبى الهواتف والشرائح والرقائقْ
للإحتلال يشرعون نكــاحهـا
مسيار أو ملك اليمين كمتعةٍ
لأرمـلٍ من قـرنهــــــــا العشرين طالقْ
والشعب يحيا فــي لظى نار الحرائقْ
ما عاد يدري من يُعادي
من يا ترى جيش الأعـــــادي
من يا تُرى بغبائهِ ســـــراً يُصـــــادقْ
من منهم حقداً يفارقْ
من منهم حباً يُعــــانقْ
موزعـاً ومقسمـــاً بين الطوائف والطرائقْ
مــرددا فـــــي غفلةٍ خلف الجميــعْ
من يدعي بشمــــالهِ النسب الرفيعْ
أو من نمـــا بجنوبهِ وســـط الوضيعْ
الشعبُ أصبح كلهُ مثـــــــــل القطيعْ
بضـــــــــــاعةً رخيصـــةً فلمن يبيعْ
لكنهُ مميزٌ بصفـــــاتهِ وبصبرهِ عن غيرهِ
متمردٌ بدلالهِ لكنهُ أيضـــــــاً مُطيعْ
وكأنهُ طفـــــلٌ رضيعْ
هو أخرسٌ لكنهُ في صرخةٍ
يشجيكَ بالصرخــــات ناطقْ
مردداً الله أكبر دائماً
رغم الهزائم كلهـــــــا بالنصر واثقْ
هو طيبٌ لكنهُ أيضــــاً منافقْ
مازال يؤمن أنهُ فطنٌ وحاذقْ
كم يشتكي من فقرهِ
بغـربهِ وبشـرقهِ وجنـوبهِ وشمـــالهِ
فكيف يرضـا أن يولــي أمرهُ لصاً وســـارقْ
أو من جنــــــا بدم الضحــــــايا ثروةً
أو من بنا بجمـاجم الناس الطوابقْ
هناكَ صماداً كهادي
والعيدروس نظيرهُ يأتي حُمــــــادي
ذاك المســـيء بمـــــــا أتاه كمحسنٍ
مستذئبُ من شلة العفـــــــاش مارقْ
ألـــــم يكن بالأمس أستاذاً لطــــارقْ
بالهـــرج عــــزامٌ وبالأفعــــــال نامقْ
وأصغر الحكام أبى علياً
وبعده شيخٌ كذوب ولـــــو يسموه صـادق
والشعب أعمــى يستجير
فــي وسط صحراءٍ ضريرْ
ويشتكــــي حـــــر الهجيرْ
من استجار من الرمضـــاء بالنار حــــــارقْ
أو من يظن المــــــــــوج حضناً أمناً
لا شك حتمـــاً أنه بالبحـــر غـارقْ
فالموت أيضاً واحداً في الحالتين
مهمــا نرى بعض الفوارق
الجــو تمــرح فــي فضاهُ الطائراتْ
وقصفهــــــــا لمع البيارقْ
وتثير رمل الأرض زحف الكاسحاتْ
وفي مياهُ البحر آلاف الزوارقْ
والشعب فـــي جهلٍ عظيمٍ لــم يزلْ
متمينــاً متمنيــاً بغبائهِ رؤيا الخـــــوارقْ
هو مؤمن بالمعجـــــزات المنقذاتْ
قبل انتهاء الشوط في الخمس الدقائقْ
يُشجع الحـــــرب الضــــــروس كأنهُ
يلهو بهـــا عشـــاقهـا
والحـــرب تأكـل كـــل من يلهو بهـــا
إن الإفاعي كلهم تجــارهــا
لو كان حياً بينهم عفاشها
من كان يرقص فوقهـــا طرباً كعــــــاشقْ
هو من بدأ بالأمر هذا كلهُ
فـــي ملعب السبعين ســـابقْ
هو من رأى بأم عينيه الهزيمة والجريمةْ
كمــــــا روى السبعين لاحقْ
والراعــي الرسمـــــي جــــــاء مكرماً
ومنصة التكريم أمست جـــــــــاهزة
لتنحنــي كل الرؤوس أمامهُ
كــي ترتدي حبل المشــانقْ
مؤاكم الأخدود كمثـــــــل قمـــامةٍ
فلتذهبون إلــى الجحيم وقبلهـــــــا
ستشتون جميعكم وسط المحـــارقْ
مــا أقبح الأشباح فـي مرايا الليــــل
لأنهم فــي حــالهم شـــــــر الخلائقْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق