الثلاثاء، 13 فبراير 2018

الأرواح المسافرة .. للشاعر/هشام المصعدي ((أمير الحروف))

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏طائر‏‏
الأرواح المسافرة .. للشاعر/هشام المصعدي ((أمير الحروف))
--------------------------------
أجســـادنا قتيلة بفقرهــا

فــي عــالم قبــــل الحدود
وتشتكي مــــع الجنـــون للظنون فقدهـا
لمــا انمحى فـــــي الذاكرةْ
لأننا في عيشنــا بلا وطن
أرواحنــا حـزينـــة خلف الحـدود دائمـاً
فـي رحلةٍ طويلةٍ مســافرةْ
فـــي الصيف تتجه نحـــــو الشمــــــــــــال
وفي الشتاء ترجع الجنوب
بعيشهـــا لأنهـــا فصــائلاً كثيرة أنواعها
كما الطيور دائماً مُهاجرةْ
كلمــــــــا نعـود داخــــــــــل الوطن تهيأت
أرواحنا فـــي رحلةٍ جديدةٍ مُغــــــــــادرةْ
لأنهــــــا شُجـــــاعةً مقدامةً فلا تخــــاف
علـــــى بســـــــــــــــاط الريح تعشق السفر
تغني للحنين فـــي المطرْ
تغــــــــــازل النجوم والقمرْ
وتنتظر طلوع الفجر كـي تعاود الرحيل
من بعدمـــــا تصلي سنة القيام والتهجدْ
تنهــي الصلاة فـــي السحرْ
صداحةً بشدوهــا كمـا الحمام الزاجلةْ
يغار كل من لديهم التذاكر
محتارة لحــالهـــــا حتـــى جناح الطائرةْ
أرواحنا مقدامةٌ جــريئةٌ فــــي عشقهـــا
لأنهـــــا فـــــي حبهــــا بجـرأةٍ مُغــــــــامرةْ
لا تخشـــــى فــــــي ظلام ليلهــــا السديم
أو من دوار البحـر كالبشرْ
إن كان بعضهم معلقٌ علــــى الشــــــــــراع
فــــي لحظة الإعصار فوق متن الباخرةْ
نفوسنـــا من يكسب الذنوب ســــوءهــــــــا
لكنهــــــــا أروحنا مـــــــــع النـوايا طاهــرةْ
من يســــأل الأرواح فجـأةً
لمـــا الرحيـــــــــل والسفر
الدنيا تحيا فـي جنون الحـــرب والخطرْ
تجيبهُ بلهفةٍ مســــــرعةً
لأننــــي من يعشق الوطن
مشتاقة للحظة الرجوع
أسبح الإله دائما مفاخرة
حـامدةً صــابرةً وشـــاكرةْ
الدار ليس هاهنا ـ والعيش ليس هاهنا
وإنما جميعهم في الأخرةْ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق