الثلاثاء، 14 أغسطس 2018

لوحة رجل ميت .. للشاعر هشام ذياب المصعدي ((أمير الحروف))

لا يتوفر نص بديل تلقائي.
لوحة رجل ميت .. للشاعر هشام ذياب المصعدي ((أمير الحروف)) 
........................................................

أنـا ميـتٌ
لكن لي ! جســداً علـــى قيــد الحيــــاةْ
أنـا ميـتٌ
لكنـنـــي مـا ضمني قبرٌ وما لي من رفاةْ
هي غربتي لكنهـــــا كحكايةٍ
أسرارهـا في موطني
ممــزقٌ بيــن النزوح
مبعثرٌ بيــن الشتاتْ
لن تتعبــوا فــــــــي بحثكم عنــــــي أبد
ســــأدلكم بمــا اشتهــرت من الصفــــاتْ
أيضــــــاً أنا
ســــــأدلكم بمــا عُــرفتُ من السمــــــاتْ
فقرٌ وجــوع
مرضٌ وجهل
من أسس الأجداد كــــل حضـارةٍ
وأنـا هنـــــــا
لا نعـــل لـــي أمضــي بأقدامي الحفــاةْ
أنـا ميتٌ لكنني مــا متُ فـــي يـــوم أبد
أنـا ميـتٌ من قبــــــــل أن يأتي الممـاتْْ
والجـــــائعون كأنهم جيشٌ كبيرْ
وخلفهم جيش العــراةْ
لا تخشى مما قد تراهُ
لأنهم من ينبتون كمـــــا النباتْ
من صبيــــةٍ أو بنـــــاتْ
حقائقٌ فيما يعاد لنا بها كالذكريات
مــــــــــاذا إذن !?
أنا من أكـــون !?
أميتٌ حقاً أنا ?!
لكــن لـــــــــي جسـداً علـى قيـد الحياةْ
أنا نائمٌ فــي صحوتي
لكننـــــي أشكــو الأرق
إن جن ليــلـــي لا أنام
إلا علـــى ذاك الجدار معلقاً فــــي لوحتي
فليس عندي من سكن آوي إليه لكي أباتْ 
.
فلمــاذا أخشـــــى سكرات موتــي بالممـاتْ
ولماذا أخشى إن أتت في دفعة
لأنهــــــا أتت إليَّ قبــــل ولادتي
فلمــاذا أخشــاها إذاً
فكرامتي عندي أهم من الحياةْ
لأننــي بشهادتي علــى الجميع
ستكون عندي هويةً
من بعد فقد هويتـي
في جنة الفردوس مقر إقامتي
لأننــــــي عندي سكن
قبرٌ صغيرٌ في الوطن
لن يُنتزع منـــــــي أبد
لأننـــــــي بترابهِ بعض الرفــــــاةْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق