♠ ♠ ♠ القِصَّةُ القَصِيرَةَ ♠ ♠ ♠ ♠
♠ ♠ مذكرات رجل ناجح ♠ ♠
♥ ♥ رَأَيْتُ وَكَأَنَّهُ حُلْمٌ أُمِّيٌّ تَأْخُذُ بِيَدِي لِلذَّهَابِ أَوَّلَ يَوْمٍ إلي المَدْرَسَةِ وَأَنَا في الحضانه وَكُنْتَ سَعِيدًا أَنَّي أَرْتَدِي لأول مرة بَنْطَلُونًا طَوِيلًا وَقَمِيصٌ عَلَّقَ عَلَيَّ صَدْرَيْ بَيَانَاتِي كَمَا وَزَّعَتْهَا المَدْرَسَةُ وُوصِلْنَا الىِ بَابُ المَدْرَسَةِ وَدَخَلْتَ أُمَّيْ مَعَي وَتَعَجَّبْتَ أنا مِمَّا رَأَيْتُ أَطْفَالًا يُبْكَوْنَ بِصَوْتٍ وَآخَرُونَ يُبْكَوْنَ بِلَا صَوْتٍ وَكَانَ السُّؤَالُ الَّذِي حَيَّرَنِي لِمَاذَا هَؤُلَاءِ يُبْكَوْنَ ظَلَّتْ أُمِّي بِجَانِبِيَّ بَعْضَ الوَقْتِ ثُمَّ عِنْدَمَا بُدءَ فىِ تَنْظِيمُ الصُّفُوفِ اِبْتَعَدْتُ قَلِيلًا وهى تَنْظُرُ إِلَيَ وَتَبْتَسِمُ وَظَلَّتْ هَكَذَا تُبْعَدُ وَهِيَ تَبْتَسِمُ لِي حَتَّى وَصَلْتُ إِلَيَّ بِأَبٍ المُدَرِّسَةَ وَرَفَعْتُ يَدُهَا لِتُودِعَنِي والإبتسامه تُشْرِقُ فِي وَجْهِهَا وَاِخْتَفَتْ عِنْدَمَا هَمَمْنَا بِالصُّعُودِ إِلَى الفُصُولِ وَمَا زَالَ البَعْضُ يَبْكِي وَالمَدْرَسِيَّنِ يُحَاوِلُوا تَهْدِئَتَهُمْ ثُمَّ دَخَلْتُ الفَصْلَ وَهُوَ عِبَارَةٌ عَنْ سَبُّورَةٍ خَضْرَاءَ وترابيزات مُسْتَدِيرَةٌ حَوْلَ كُلِّ وَاحِدَةِ عَدَدِ ٤ كَرَاسِيَّ صَغِيرَةً كأحجامنا نحن وَجَلَسْتُ وَجَلَسَ مَعَي ثَلَاثَةُ اِشْتَرَكْنَا نَحْوَ الأَرْبَعَةَ فِي أَنَّنَا لَمْ نَكُنْ نَبْكِي كالأخرين وَقَامَتْ المَدْرَسَةُ بِقِرَاءَةِ أَسْمَائِنَا وَقَالَتْ كُلَّ مَجْمُوعَةٍ جَالِسَةٍ أُلَانُ سَيَظَلُّ هَذَا مَكَانُهَا إِلَى نِهَايَةِ العَامِ ثُمَّ تَمَّ تَوْزِيعٌ عَلَيْنَا أَقْلَامًا مُلَوِّنُهُ وأوراقاً لِنَرْسُمْ مَا نُرِيدُ وَجَدَتْ زُمَلَائي الثَّلَاثَةُ مِثْلِي تَقْرِيبًا وَمَرَّتْ الأَيَّامُ وَفِي بِدَايَةِ الأُسْبُوعِ الثَّانِي وَبَيْنَمَا أُمِّي تُوصِلُنِي إِلَيَّ بِأَبٍ المَدْرَسَةُ فَإِذَا زَمِيلُ التربيزة وَمَعَهِ أُمَّةُ تَوَصُّلِهِ كَذَلِكَ قَلَتْ لَامِيٌّ هَذَا يَجْلِسُ مَعَي تَقَدَّمَتْ أُمِّي إِلَيَّ أَمْ زَمِيلِي لِلتَّعَرُّفِ عَلَيْهَا وَكَانَ زَمِيلِي هَذَا يُسَمِّي مُنِيرٌ وَبَيْنَمَا أُمَّيْ وَأُمٌّ زَمِيلِي يَتَبَادَلْنَ التِّلِيفُونَاتِ إِلَّا وَحَضَرَ زَمِيلَيْ الأخرين مَعَ أُمِّهِمَا تَعَرَّفَتْ أُمِّي عَلَيْهِمَا وَكَانَ اِسْمُهُمَا أَحْمَدَ وَعَادِلَ وَتَبَادَلَتْ الأُمَّهَاتُ التِّلِيفُونَاتِ حَتَّى هَذَا الوَقْتِ لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُ الفَرْقَ بَيْنَ الأَفْرَادِ إِلَّا فَرْقًا وَاحِدًا عِندي هُوَ هَذَا وَلِدْ وَهَذِهِ بِنْتٌ فَقَطْ حَتَّى وُجُود الأَبْيَضَ وَالأَسْمَرَ وَالأَسْوَدَ لَمْ يَكُنْ يُمَثِّلُ فَرْقًا عِنْدَي وَرَأَيْتُ أُمِّي تُهَنِّئُ أَمْ عَادِلُ وَمُنِير بِالعِيدِ الَّذِي لَا يَكُونُ عِيدًا عِنْدَنَا وَعَرَفَتْ أَنَّ هُنَاكَ أَعْيَادٌ لِلمُسْلِمِينَ وَهُنَاكَ الأَطْفَالُ لَهُمْ دِينٌ وَأَعْيَادٌ أُخْرَى فَهُوَ مسيحين هُنَا دَخْلٌ فِي قَامُوسِ مَعْرِفَتِي فَرْقًا آخِرَ غَيْرَ بِنْتٍ وَوَلَدٍ أَنَّ الوَلَدَ قَدْ يَكُونُ مُسْلِمًا وَقَدْ يَكُونُ مَسِيحِيًّا وَكَذَلِكَ البِنْتُ فَتُوجَدُ بِنْتَ مُسْلِمَهُ وَبِنْتَ مَسِيحِيَّةٍ وَأَنَا كُنْتُ كَثِيرَ السُّؤَالِ لَامِيٌّ مَثَلًا لِمَاذَا يَأْتِي عَيَدٍ بَعْدَ أَنْ نَصُومَ رَمَضَانُ نَصْنَعُ فِيهِ الكَعْكَ وَنُسْعِدُ وَآخَرُ نَذْبَحُ فِيهِ وَنَأْكُلُ اللَّحْمَ وَهَذَا ثَلَاثَةَ أَيَّامِ عِيدٍ وَهَذَا أَرْبَعَةٌ وَكَانَتْ أُمِّي شَدِيدَةٌ الذَّكَاءُ وَكَانَ كُلُّ كَلَامَهَا عِنْدَي مُصَدَّقاً قَالَتْ لِي بَعْدَ تَعَبِ الصِّيَامِ نَفْطُرُ وَيَكُونُ عِيدًا وَالنَّاسُ تُحَجُّ إِلَى بَيْتِ اللهِ فَتَفْرَحُ فَيَكُونُ عِيدًا كَمَا أَنْ أَخُوكَ هُوَ الأَصْغَرُ وَأَنْتَ الأَكْبَرُ كَذَلِكَ الأَعْيَادُ هُنَاكَ عِيدٌ صَغِيرٌ وَآخَرُ كَبِيرٌ وَكَبُرَتْ وَعَرَفْتُ حَتَّى أَصْحَابِ الدِّينِ الوَاحِدِ يَنْقَسِمُونَ فَفِي الإِسْلَامِ أَكْبَرُ قِسْمَيْنِ سُنَّةٌ وَشِيعَةٌ حَتَّى دَاخِلٍ الشِّيعَةُ يَنْقَسِمُونَ وَالمَسِيحِيَّةُ مِنْهُمْ الأرذوكس والكاسوليك والبروتوستنت وَدَاخِلِهِمْ يَنْقَسِمُونَ وَاِحْتَرَمْتُ كُلَّ مُعْتَقَدٍ فَآنا لِيَّ دِينِيٌّ وَلَكُمْ دِينُكُمْ وَيَكْفِي أَنْ يُسَوِّدَ بَيْنَنَا عَلَاقَاتٍ مُحْتَرَمَةٌ حَتَّى خَرَجَ عَلَيْنَا مَنْ يَقْطَعُونَ الرؤس وَيُهَجِّرُونَ النُّفُوسَ وَيَدْعُونَ أَنَّهُمْ عَلَى الحَقِّ وَصَحِيحٌ الدِّينُ وَهُمْ مَنْ أَخْبَرَ عَنْهُمْ الصَّادِقَ الأَمِينَ خوارج هَذَا العَصْرُ وَتَذَكَّرْتُ قَوْلَ اِبْنِ سِينَا عِنْدَمَا قَالَ بُلِينَا بِقَوْمٍ يَظُنُّونَ أَنَّ اللهَ لَمْ يُهْدِ سِوَاهُمْ.
♠ ♠ ♠ أَ. د/ مُحَمَّدٌ مُوسَى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق