
لا تدع أحد يعبث لك بضبط الفطرة فإنتماءك ليس دليل براءة ، وعدم إنتماءك ليس شبهة ، وإنتماءك المغاير ليس دليل إدانة.
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
لا تصدق بأن إنتماءك لحزب أو تيار سياسي محدد بعينه دون غيره دليل براءتك لدينك وعرضك ووطنيتك ، ولا تصدق بأن عدم إنتماءك له دليل تخليك عن دينك وعرضك ووطنيتك ، ولا تصدق بأن إنتماءك لغيره دليل تآمرك على دينك وعرضك ووطنيتك ، فدليل البراءة ما قاله من لا ينطق عن الهوى ، رسول الله صلى الله عليه وسلم ... عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَاقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ وَأَهْوَى النُّعْمَانُ بِإِصْبَعَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ: إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ، لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ، فَقَدِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ، أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ، صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ولذلك كن على يقين بأن الحزبية أسلوب معاصر للتنافس على تقديم الأفضل ، وأسلوب حديث للتنافس والتداول السلمي على السلطة بالإعتماد ما تمنحه الجماهير من ثقة لمن يقدم الأفضل ، ولذلك يبقى لكل حزب طرائقه وأساليبه في إدارة الدولة ، ولكن ضمن منهجية واحدة من الثوابت التي يشترك بها مع جميع الأحزاب والتيارات السياسية بدليل قبول الجميع لخوض التنافس كنوع من الإقرار بالاعتراف المتبادل بين جميع الأحزاب والتيارات ، ولكن للأسف هنالك بعض الأحزاب والتيارات تعتمد على المراهقين السياسيين الذي لا يميزون بين المنهجية والطريقة والأسلوب ، فيندفعون بتهورهم حد المساس والمساس المفرط بثوابت المنهجية ، والأدهى والامر من ذلك ليس فقط إنجراف بعض القيادات الحزبية والسياسية إلى هذا الأمر ، بل وإنجرافهم إلى تبرير الأمر نفسه ، وبصورة تؤدي إلى تحول تلك الأحزاب والتيارات من منهجية التنافس السلمي على السلطة بالإعتماد على تقديم الأفضل ، إلى منهجية الصراع على السلطة الذي يستخدم فيها المشروع وغير المشروع وهذا ما حدث ويحدث في بلادنا من أجل إستقطاب وتجييش الأتباع بدلاً عن بناء الكوادر.
بقلم أ.هشام المصعدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق