غُربة الروح الجزء الثاني.. للشاعر/هشام ذياب المصعدي ((أمير الحروف))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هـي الحــروفُ التــي تحيا بداخلنا
نموتُ فيهـــــــا ونحيــا فــي معانيها
كالموجِ جزراً بعنفٍ حين يسحبنا
العمـــــرُ يفنى كمدٍ فـــي شواطيها
دُنيا من الفــرح والأوجــاع نصنعها
حين استغــــاثت بنـــا منــا أمـانيهـا
قواربُ الشوقِ تمضــي دون أشرعةٍ
تلقـى المُحبَ الذي دومــــاً يُناديهـا
تُبعثر الخـــــوف كــالبلـــور تجمعنا
لا يعـــرفُ الحـــــــال إلا من يُعانيها
نبنــي بترديدهــا من جمعها وطناً
ننفــــي بإثباتهــــا رسمــــــاً منافيها
يا غربة الروح أجســـــاداً بلا وطنٍ
أوطاننا فــــي رحيــــــلٍ من يلاقيها
أتشــــــرق الشمسُ أم تاهت أشعتهـا
مثــل المـرايا كطيفٍ في لياليهـــــا
أعمــارنا مثـــل جـــــــرداءٍ بلا رطبٍ
صحــراء مـاتت تمنتهــــــا سواقيهــا
هــــي الحبيبة كـــم نرجـوا مودتها
برغـــم نكرانهــــا وجــــودنا فيهـــــا
قصــــــائد الشعــــــر أبياتاً نرددهــا
مهمـــــا افترقنا ستجمعنا قوافيهــا
تعـــــــود أرواحنا فــي عيد مولدهـا
لن تُنكــــر الدار إلا من يُجـــــافيهــــا
لأنهـــا لن ترى فيمــــا استجد بهــــا
في ليلة الوصــــل كم زادت مآسيها
هل اليتامــى أتوهــــا فـــــي مواكبهم
يتيمةٌ ترتجــــي فيهم تعــــازيهـــــــا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق