***** عادات شرقية / هنا عربي *****
للشاعر هشام ذياب المصعدي .. ((أمير الحروف))
........................................................
هل تبحثـي بين أحـــزاني عن السببِ
والحـزن أسبابهُ ضاقت بهـــــا كٌربي
تقولي مـاذا جرى مـــــا الأمر مكتئباً
من غـــركِ البــاســمُ المختوم بالأدبِ
يقــولُ مـــا ذنبكِ كـــي تحــزني معهُ
فالحــزنُ عندي هنا حتـى مــع اللعبِ
ألهــــو وألعب كالباقين فـــــــي سفـهٍ
أخـــاف مني على نفسي من الغضبِ
لأنكِ إن رأيت بعض مـــــــــا وجدتْ
من خوفها النفس منـي سوف ترتعبي
ستذهبي عن هنا من غير مـــــا أسفٍ
فكيف ترضــي وعيشــي كله نصبـي
فراشةٌ أنتِ حــــامت حـــــول مدفأتي
النـــــــور من نار لا تنســـي فتقتربي
ستُحـــرِقُ النــــــــار جناحيكِ بلا ندمٍ
لن تقدري بعدهــا تمضـي إلى الهربِ
هو الســـلاح مع الأطفــــــــال لعبتهم
كأن إحســــاسهم أمســــى من الخشبِ
يُفــــاخر الناس بعضـاً فـــي قساوتهم
والطفل يأتي بمـــــــا جاءوا بلا عتبِ
عود الثقـــــــاب الذي قد كان في يدهِ
اليــــــــوم أمست جحيم النار باللهبِ
فيحسبُ الطفــل جمــر النار زهرتهـا
كمــــا تضـاهي بحلو الطعم كالرطبِ
فيلبس الطفـل ثوب المــــوت مفتخراً
فلا عتــــــــــاب يُفيـد الحمقَ بالعتبِ
سلـــي التراب لمــاذا القمح منقرضاً
من أين يأتي وكـل البـذر من غـربِ
لن تقبلــي أن تعيشـــي عيشتـــي أبداً
ظلامُ ليــــــلي كئيبٌ يرتدي سُحبـــي
أنتِ كمــا البدر زاهٍ فــي مُخـــاطبتي
فهــــــل تعيشــــي هلالاً حين تنتقبي
فلن يراكِ معــــي العشـــــــــاق ثانيةً
فـــلا صديقٌ ولا هذا الصغير صبــي
وهذا جـاري أتـى يرجــو مخــاطبتي
وذاك كهــلٌ أراهُ مثـــــــــــل أبـــــي
حتى الرضيع الذي في وسط هودجهِ
أو أنه عـــــابدٌ فــــــي مسجدٍ لنبــــي
هم كلهم واحدٌ فـــــــي حمقِ رغبتهم
مهما اعتلى بعضهم بالأصل والنسبِ
لا تنكـري أنكِ الأنثـــــى بعورتهــــا
لن تعتلـــــي منبــراً بحجـــةَ الخطبِ
ولن تأمُـي جمـوع النــــــاس جُمعتهم
مــا كان فـــي الأمر صندوقاً لتنتخبي
كل النســــاء جــواهر في معـــــادنها
والناس تهوى التــي من معدنِ الذهبِ
فكيف إن رُصعت بالمـاس جــوهــرةً
سيشتهيهــــا جميــع النـــــاس بالطلب
فهذا ينـــوي بأن يدفــــع لهــــــا ثمنا
وغيـــرهُ جـــاءهـــا لصـــاً كمغتصبِ
هـي الحــروف التـــي تـي مبادءهـا
مهمـا اختفى بعضها في داخل الكتبِ
لمــاذا أُخفــــي قناعاتي التي رسخت
مادمتُ أيضاً كباقي الناس في العربِ
من يدعي أنـــــه بالفكــــر مُتَسِــــــعٌ
وكل مـــا قــل أمراضـــاً من العطبِ
فكـــل مـا قـــال بعضــــاً من غرائزهِ
ويدعـــــي فكـــرهُ الأفــــــاق بالكذبِ
أمــا أنا واضـــــحٌ لا أرتضـــــي أبداً
أكنتُ فــي لحيتي أو لستُ فــي شنبي
برغـــم أنـــي أشد النــــــاس رغبتهم
لكننــي كيف أنسـى أننــــي عربــــي
أريد ألفاً ســــواكِ فــــي معــــــاشرتي
سلـي المراقص عن لهوي وعن طربي
وأنت لكن ستبقـــــي هـــــاهنـــــا أبداً
خلف الجدار كبنت الأصــل والحسبِ
ما قولك الآن يا عمري بمــــا سمعت
أذناكِ عنـــي مـــع إسمـــي مــع لقبي
هل تدخلي عالمـي المجنون راضيةً
فإن قبلتِ إلـــــــى داري ستنتسبــــي
وإن رفضتِ فعيشــي فــي ثقــــافتــكِ
راح التحــرر هــــل يخلـو من التعبِ
هـــي الحياة التــــي نحيــــــا بداخلها
لكنهــــا تسكن الأعمــــــاق في التربِ
مهمـــا ستخــرج من قبحٍ بزفــرتهــا
مــــــــا أدخلت قبلهُ في داخل الشُعَبِ
فخـــالط الدم في أحشـــاء صـــاحبهِ
والقصد في القــــول هذا إنني عربي