وهم الحب
...................
جلست حسناء تحت احدى الشجيرات ...كانت تفكر في حديثها مع صديقتها
نهى ...وكيف اخبرتها انها تهيم حبا بجارها ...وكيف تنتظره خلف شباكها بالساعات كي
تراه عائدا
كانت يافعة وجميلة ...لكنها ..لم تكن اجتماعية ..حذرتها والدتها
دائما من العلاقات مع الجنس الاخر
حتى بالكلية لم يكن لها اصحاب من الجنسين سوى صديقتها نهى
كانت تتمنى أن تتعرف اكثر على الحب
وأن تصادف من يحرك عواطفها ويمنحها قلبه
فكرت أنها لن تقابل احدا طالما بقيت في بيتها
ولكن كنا بإجازة الصيف
فاستأذنت والدتها وخرجت تتنسم نسمات العصر الهادئة
التي تداعب خصلات شعرها فيتمرد عليها ويتطاير
لفت نظرها شاب يجلس منفردا وحيدا ...ينظر بساعته كل دقيقة ...انتبه
الشاب لها ...نظر إليها
خيل إليها أنها تبسم له ..فابتسم
تكررت زيارات حسناء للحديقة على النيل والجلوس تحت نفس الشجرة على
احد مقاعدها
نظرت حولها ...تبحث عن نفس الشاب ...وجدته جالسا في مكانه ينتظر
ابتسم لها الشاب صراحة هذه المرة ...فابتسمت ابتسامة خجولة احمر
معها وجهها
القى عليها الشاب تحية بإشارة من يده ...فبادلته التحية ...اقترب
منها فافسحت له مكانا على نفس المقعد بالحديقة
طلب منها التعارف فعرفته بنفسها ودراستها واسرتها ...وايضا فعل
..سألها هل تأتين هنا كثيرا لرؤية احد ؟؟
دهشت لسؤاله وقالت احد مثل من ؟
ضحك وقال حبيب مثلا ...قالت ما معنى حبيب ...انا ليس لي حبيب ولا
اعرف معنى الحب
ظل الشاب يشرح لها كيف ان المحب يفنى في محبوبه ولا يرى سعادة
وطعما للحياة الا معه
وكيف يقفز القلب للقاء من يحب قبل السلام باليد
خجلت واحمر وجهها ...احست نحوه بما يقول ويشرح ولم يستطع قلبها
البكر الصغير ان يتحكم في دقاته فاستأذنت
منه واسرعت عائده الى البيت ....لم تنم ليلتها ..تحركت دماء الشباب
والانوثة لديها ...احست بالراحة نحو عمر ...وبمشاعر مختلطة متضاربة من الخوف والحب
وبين الاندفاع والتروي ..
في عصر اليوم التالي ذهبت تبحث عن عمر وتنظر في كل الاتجاهات
....لكن للأسف لم تجده
اعتقدت انه لم يصل بعد ...لكن نظرت في مكان بعيد فترائي لها شخص
يشبهه ...ولكنه يجلس بجانب فتاة جميلة
نعم انه هو فقد اشار اليها ...يبدو انه احضر اخته للتعرف عليها
اقتربا منها ...قام عمر باجراءات التعارف قائلاً ...حسناء صديقة
...نورهان خطيبتي وحبيبتي التي كنت انتظرها كل يوم هنا
تماسكت حسناء بصعوبة حبست دموعها كمن بنى سدا يحجز به مياه النهر
...وسلمت واسرعت بالاستئذان
فان السد كاد ينهار امام عمر وخطيبته
وما أن ابتعدت حتى اندفع شلال دموعها وهدم سدها ولم ينتظر حتى
رجوعها بيتها
نعم انها احبت الوهم ...نعم احبت الحب نفسه
..................
بقلمي
ملكة الرومانسية فيحاء القطيشات
حقوق النشر محفوظه
1 / 9 / 2016